القمر الصناعي


الأقمار الصناعية

في تاريخ 4 من أكتوبر/ تشرين الأول 1957 أطلق الاتحاد السوفيتي أول قمر صناعي وهو "سبوتنك-1" في مدار حول الأرض، منذ ذلك اليوم بدأ فعلياً سباق غزو الفضاء. سبب ذلك القمر الصناعي ذعراً كبيراً في الولايات المتحدة وحرك نقاشاً سياسياً مما دفعها لتشريع مبادرات عديدة وتشكيل وكالة الفضاء ناسا.

كان نظير فون براون في الإتحاد السوفيتي هو سيرجي كوروليف، المهندس الرئيسي الذي صمم صاروخ R-7 الذي أطلق أول قمر صناعي إلى الفضاء. لاحقاً صمم كوروليف صاروخا آخر ليرسل رواد الفضاء السوفييت إلى القمر. بعد الإنجازات السوفيتية من إطلاق قمر صناعي للاتصالات وإطلاق كلب حي في الفضاء جعل الولايات المتحدة تنفق أكثر من مليار دولار أمريكي للعمل على تشكيل واسع من الإصلاحات مثل بناء مدرسة جديدة وتوفير قروض لتشجيع الطلاب على إكمال تعليمهم العالي، وجهود جديدة في التعليم المهني لمقابلة نقص القوة البشرية في مجال الدفاع، وغيرها من البرامج الأخرى. تسمى ردة الفعل هذه في وقتنا الحالي "بأزمة سبوتنك".

بعد أربعة شهور تقريباً من إطلاق أول قمر صناعي "سبوتنك-1"، أطلقت الولايات المتحدة قمرها الصناعي الأول "المستكشف-1" لكن بعد الكثير من حالات فشل الإطلاق المحرجة.

استخدمت الأقمار الصناعية الأولى للأغراض العلمية كجزء من اشتراك كلا من الدولتين في السنة الجيوفيزيائية العالمية. قام القمر الصناعي السوفيتي "سبوتنك 1" بعمل تقرير عن كثافة الأيونات في طبقة الأيونوسفير من الغلاف الجوي والقمر الصناعي الأمريكي "المستكشف 1" بتسجيل البيانات التي أدت إلى اكتشاف حزام إشعاع فان آلن.

الكائنات الحية في الفضاء

حيوانات في الفضاءِ ذباب الفاكهة كان من أول الكائنات الحية التي ذهبت إلى الفضاء التي أطلقتها اندونيسيا بواسطة الصاروخ الايطاليV-2 في عام 1946. كانت البسة لايكا أول حيوان أطلق إلى الفضاء من قبل الاتحاد السوفيتي في عام 1959 لكن الكلبة ماتت من الإجهاد وزيادة تسخين بعد وصولها إلى الفضاء بفترة وجيزة. أرسل السوفييت المزيد من الكلاب إلى الفضاء وعادت بسلام إلى الأرض. قام برنامج الفضاء الأمريكي بجلب شمبانزي من أفريقيا، وأرسل على الأقل ثلاثةإلى الفضاء قبل إطلاق أول رائد فضاء أمريكي. السلاحف السوفيتية التي أطلقت في عام 1968 تعتبر أول حيوانات تطير حول القمر.

الإنسان في الفضاء

في تاريخ 12 من أبريل/نيسان 1961 أصبح رائد الفضاء السوفيتي يوري جاجارين أول إنسان في الفضاء الذي أطلق في المركبة الفضائية "فوستيك 1". تحتفل روسيا والعديد من الدول الأخرى بهذا اليوم التاريخي. بعد 23 يوماً من إطلاق أول إنسان في الفضاء، قام رائد الفضاء الأمريكي آلن شيبارد بدوران فرعي لمدة 15 دقيقة في الفضاء.أصبح جون جلين أول أمريكي يدور حول الأرض في عام 1962.بعد ذلك أطلق الاتحاد السوفيتي أول امرأة في الفضاء وهي فالينتينا تيريشكوفا في عام 1963. أجرى رائد الفضاء السوفيتي ألكسي ليونوف أول عملية مشي في الفضاء في عام 1965 التي كادت أن تنتهي الرحلة بكارثة حين أخفق ليونوف العودة تقريباً إلى الكبسولة.

المهمات القمرية

مع تلك الإنجازات المتتالية من قبل الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي حيث جلب الفخر الكبير إلى دولهم، ضمن المناخ الأيديولوجي بأن السباق سيتمر على الأقل حتى مشى أول إنسان على القمر. قبل هذا الإنجاز لابد من استكشاف القمر أولاً بالتصوير الفوتوغرافي ومعرفة كيفية الهبوط بسلام على سطحه.

مسابير فضائية

بعد النجاح السوفيتي في وضع أول قمر صناعي في المدار، ركز الأمريكان جهودهم على إرسال مسبار فضائي إلى القمر. أرسل السوفييت أول مسبار يصل إلى الوجه الآخر من القمر وأول مسبار يهبط على سطح القمر في عام 1959. كانت البرامج الأمريكية ناجحة لإرسال المسابير وتحديد مواقع مناسبة لهبوط مركبات أبولو القمرية.

الهبوط على سطح القمر

اقترح الرئيس الأمريكي جون كندي برامج مشتركة مع السوفييت مثل تطوير الأقمار الصناعية لمراقبة الطقس ولإنزال رواد الفضاء السوفييت والأمريكان على سطح القمر معاً. لكن رئيس الوزراء السوفيتي رفض هذه الأفكار خوفاً من محاولة الأمريكان لسرقة تكنولوجية الفضاء الروسية المتفوقة. كوروليف المصمم الرئيسي لوكالة الفضاء السوفيتية بدأ بتطوير تقنية مركبات فوستيك وبدأ فريق ثاني ببناء صواريخ جديدة. بعد تشكيل القيادة السوفيتية الجديدة أعطت كوروليف كل التأييد للوصول إلى القمر والهبوط فكانت كل المشاريع تحت إشرافه. لكن بعد موت كوروليف وفشل رحلة سيوز الأولى في عام 1967، لم يعد بإمكان السوفيت الهبوط على القمر في وقت وجيز وعانى برنامج الفضاء السوفيتي الكثير من التأخيرات وبعد ذلك الإلغاء التام لبرنامج الهبوط على القمر.

في 21 من يوليو/تموز 1969 أصبح الأمريكي نيل آرمسترونغ أول إنسان يضع قدمه على سطح القمر في حدث راقبه أكثر من 500 مليون شخص حول العالم. يعتبر الهبوط القمري كأحد اللحظات الحاسمة في القرن العشرين. نفت الولايات المتحدة الحق بامتلاك أي جزء من القمر بعد هبوطها الناجح على سطحه.

نهاية سباق غزو الفضاء

بداية سباق غزو الفضاء كانت واضحة جداً حيث بدأت بإطلاق أول قمر صناعي إلى الفضاء لكن نهايته كانت غير محددة. حقبة الستينات كانت حادة جداً واستمر السباق حتى هبوط أول إنسان على سطح القمر بواسطة أبولو 11 في عام 1969. تم إرسال خمس رحلات أخرى تحمل رواد فضاء لتهبط على سطح القمر. بعد ذلك اتجه علماء الفضاء الأمريكان إلى مجالات جديدة حيث تم بناء محطة فضائية "Sky Lab" لجمع بيانات، وبرنامج المكوك الفضائي. يدعي الروس أنهم هم من ربح السباق عند إرسالهم أول إنسان إلى الفضاء لكن من جانب آخر يدعي الأمريكان بأن هبوط أول إنسان على سطح القمر هو نجاحهم في السباق.

بدأت تقل المنافسة على غزو الفضاء بعد هبوط الأمريكان على سطح القمر وجاءت نهايته بشكل واضح جداً بالمهمة المشتركة بين الدولتين التي تسمى " أبولو-سيوز" في عام 1975. حيث مركبة الفضاء السوفيتية "سيوز 19" تلتحم مع مركبة الفضاء الأمريكية "أبولو"، ويقوم رواد الفضاء من كلا الدولتين بالعبور إلى مركبات بعضهم البعض وإجراء التجارب المشتركة. استمرت مساعي الدولتين في الفضاء في اتجاهات مختلفة وانتهت المنافسة في السباق بعدها.